ترامب في الرياض: رفع العقوبات عن سوريا يفتح باب التحالفات الجديدة في الخليج

في تحوّل لافت في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته للمنطقة بلقاءات رفيعة المستوى في العاصمة السعودية الرياض، جمعته اليوم الأربعاء بقادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس السوري أحمد الشرع، في قمة وُصفت بأنها قد تعيد رسم ملامح التوازنات الإقليمية. وت preced هذه اللقاءات الإعلان المفاجئ الذي أطلقه ترامب أمس من منبر منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، بشأن رفع العقوبات المفروضة على دمشق.

ترامب، الذي وصف جولته الخليجية بأنها “تاريخية”، أعلن خلال المنتدى أن قرار رفع العقوبات يأتي استجابة مباشرة لطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. هذه الإشارة الصريحة إلى دور الرياض في دفع هذا التحول في السياسة الأميركية تعكس، بحسب مراقبين، تصاعد النفوذ السعودي في صياغة الأولويات الإقليمية لواشنطن.

اللقاء بين ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع، المقرر “ولو لوقت قصير” بحسب مصادر رسمية، يُعد الأول من نوعه بين زعيم أميركي ورئيس سوري منذ اندلاع الحرب السورية. ووفقًا لتصريحات أحد مسؤولي البيت الأبيض، فإن ترتيب هذا اللقاء جاء بعد جهود دبلوماسية مكثفة، ما يعكس رغبة واضحة من الطرفين في فتح قنوات تواصل مباشرة.

الجدير بالذكر أن زيارة ترامب للرياض لم تقتصر على الجانب السياسي. فقد شهد اليوم السابق توقيع اتفاقيات تجارية ضخمة مع السعودية، تجاوزت قيمتها عدة مليارات من الدولارات، شملت قطاعات الطاقة، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الدفاعية. وتُقرأ هذه الاتفاقيات ضمن مسار أوسع لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وربما كضمانات اقتصادية مصاحبة للتحول في الموقف السياسي تجاه سوريا.

زيارة ترامب تحمل مؤشرات قوية على إعادة تشكيل خرائط الاصطفافات الإقليمية، وسط تصاعد التنسيق الخليجي الأميركي في قضايا شائكة، ليس أقلها الملف السوري، وإعادة إدماج دمشق في السياق العربي والدولي بعد سنوات من العزلة. ومع أن التفاصيل الدقيقة للقاءات لم تُكشف بعد، إلا أن مجرد عقدها في هذا التوقيت يبعث برسائل سياسية لا تخطئها العين، سواء للحلفاء أو للخصوم في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *