شهدت سوريا يوم 3 تشرين الأول 2025 سلسلة من الأحداث المتسارعة والمتباينة، عكست حجم التناقضات التي تعيشها البلاد في مرحلة ما بعد انهيار النظام السابق، حيث تتقاطع عمليات أمنية دولية مع اضطرابات محلية، فيما تظل مسارات الانتقال السياسي مرتبكة ومثقلة بالشكوك.
ضربات دولية وتصفية قيادات جهادية
بدأ يوم 3 تشرين الأول بغارة نفذها التحالف الدولي أسفرت عن مقتل القيادي في تنظيم أنصار الإسلام الملقب بـ”أبو الدرداء الإيراني”، وذلك في ريف إدلب، وتأتي هذه العملية، التي أعقبت تتبعا مطوّلا عبر الطائرات المسيّرة، في إطار استراتيجية أميركية-غربية تهدف إلى منع تشكّل جيوب جهادية جديدة في شمال غرب سوريا، حيث لا تزال إدلب تشكل ملاذا لفصائل إسلامية وجهادية متباينة.
اللافت أن الغارة تزامنت مع ضربات “إسرائيلية” استهدفت أطراف دمشق، في استمرار لسياسة “المعركة بين الحروب” التي توظفها “تل أبيب” كأداة ردع مباشر ضد دمشق، سياسيا وعسكريا، في محاولة للتأثير على مسار السيادة السورية وتقييد خياراتها.
تؤكد هذه التطورات أن سوريا ما تزال ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، في ظل غياب سلطة مركزية قادرة على ضبط المشهد الأمني.
انقسامات داخلية وهشاشة أمنية
في الداخل، اتسمت الجبهات العسكرية بالهدوء الحذر، خصوصا في حلب حيث لم تسجَّل اشتباكات بين قوات وزارة الدفاع و”قسد”، غير أن هذا الهدوء يخفي خلفه توترا متصاعدا، تُرجم في الرقة بهجوم مسلّح استهدف آلية لقسد، وفي دير الزور عبر تجدد اشتباكات عشائرية مدمّرة، أحرقت منازل وأشعلت نزاعات محلية تغذيها الولاءات المتقاطعة.
إلى جانب ذلك، هزّت مدينة حماة جريمة غامضة تمثلت بمقتل شاب برصاص مجهول، أعقبها توزيع بطاقات حمل سلاح على المدنيين من قبل جهات مرتبطة بوزارة الدفاع، وهذا الإجراء ينذر بتحوّل المدينة إلى ساحة لفوضى السلاح الأهلي، على غرار ما شهده العراق في سنوات الانهيار الأمني.
انتقال سياسي مثقل بالهواجس
سياسياً، برز الحدث الأهم مع تقرير وكالة “رويترز” عن تنظيم أول انتخابات برلمانية منذ بداية النظام الجديد، بآلية غير مباشرة، وورغم أن الخطوة تُسوّق كعلامة على “الانتقال الديمقراطي”، إلا أن الانتقادات تتصاعد ضد الرئيس أحمد الشرع، المتهم بتكريس سلطة مركزية تحت غطاء إسلامي.
العملية الانتخابية، التي تستثني مناطق واسعة كشرق الفرات، بدت عاجزة عن ضمان مشاركة المرأة وكل المكونات السورية، وهو ما يعمّق الشكوك حول مستقبل التعددية السياسية.
وجاء إعلان يهودي سوري ترشحه للبرلمان خطوة ضمن السياق السياسي الذي تنتهجه دمشق في حملتها لتقديم “حسن النية” مع سياسة إنهاء الصراع مع “إسرائيل.
تصدعات اجتماعية وجرائم مروعة
إلى جانب الانقسامات الطائفية، برزت جرائم عنف أثارت صدمة مجتمعية، أبرزها تداعيات مقتل شابين من وادي النصارى في حمص قبل عدة أيام، ما دفع الاتحاد السرياني والكنيسة الأرثوذكسية إلى تحميل الحكومة الانتقالية المسؤولية، وتعكس هذه الأحداث تصاعد الاحتقان الطائفي، خصوصاً مع العجز عن محاسبة الفاعلين.
وفي مشهد آخر أكثر مأساوية، أفادت تقارير بمقتل شاب في اللاذقية بعد خطفه وتعذيبه على يد عناصر أمنية، في جريمة موثّقة عبر فيديو أرسل لذويه وهو مقطوع الرأس، والحادثة لم تترك فقط جرحا إنسانيا بل طرحت تساؤلات خطيرة حول تغوّل الأجهزة الأمنية في مرحلة يفترض أنها انتقالية.
في مشهد جديد يعكس عمق الانهيار عُثر على جثة المهندس مجد كامل خليل، الموظف في مديرية النقل البري بدمشق، داخل مشفى الصنمين في درعا بعد أيام من اختفائه قسريا، وكان خليل اختُطف في 29 أيلول 2025 من أمام مقر عمله على يد عناصر تابعة لما يُعرف بـ”الأمن العام”، والضحية أب لطفلين طُرد مع أسرته من مساكن السومرية في وقت سابق لأسباب ذات طابع طائفي.
ومضة اقتصادية – عودة الطيران
في المقابل، برز خبر اقتصادي لافت مع إعلان “الخطوط الجوية السورية” عن استئناف رحلات من حلب إلى الكويت وجدة الشهر المقبل، ورغم أن هذه الخطوة تبدو صغيرة، إلا أنها تمثل مؤشرا على سعي السلطات لإعادة دمج المدن السورية في الشبكات الاقتصادية والإقليمية بعد سنوات من العزلة.
يوم 3 تشرين الأول 2025 كان مرآة للتناقض السوري، فعلى مستوى الأمن، بقيت البلاد ساحة مستباحة لضربات أجنبية وفوضى داخلية؛ وعلى مستوى السياسة، فإن العملية الانتقالية تعاني من عطب بنيوي بين خطاب الديمقراطية وممارسة الهيمنة؛ أما على مستوى المجتمع، فإن الانقسامات الطائفية والجريمة المنظمة تهدد بتفكيك ما تبقى من النسيج الوطني.
ووسط هذه اللوحة القاتمة، تظل محاولات مثل إعادة تشغيل خطوط الطيران إن تحققت، مجرد ومضات ضعيفة في مشهد يغلب عليه الاضطراب.
سوريا الجديدة التي يُفترض أن تنهض بعد الضجة الاعلامية المزيفة والمفبركة عن “التحرير” ورفع العقوبات ما تزال أسيرة صراعات متجددة ورهانات من الخارج.

الخوف يكبر بقلوبنا ويوم عن يوم تزداد معرفتنا أنهم من أول يوم بما سموه الربيع العربي أرادوا الموت والخريف الدائم لسورية الحضارة التي أعطت الأبجدية للعالم والمعرفة والأصالة بالخير والحق والجمال سيندم العالم على فعلته هذه بالمؤامرة عليها من الداخل والخارج لعيون إسرائيل العنصرية المتوحشة البدائية المجرمة التي يساعدها كل دول العالم العظمى والصغرى بتدمير سورية وتراثها الحضاري وعند تحطيم المعاهد الموسيقية والفن بتأكد لنا حجم الموت والدمار الذي ينتظر هذا البلد الجميل الصغير وفضله على كل الكرة الأرضية بتاريخه القديم المتسامح والحضاري لكل العالم
يجب أن يصحى هذا العالم الغبي ويقف مع سورية قبل فوات الأوان ويحاسب كل الأنظمة التي ساهمت بتدميرها وكل يهود الداخل والإرهاب الذي يقف مع مصلحة إسرائيل بتهديم وجودها الحضاري ومكوناتها الأساسية التي تتصطهد منذ زمن طويل من الاحتلالات كلها من الاحتلال العثماني إلى يومنا هذا بالتهجير والتطهير لتغيير هذا الوجه الحضاري و تصحرها بحرق غاياتها وتدمير آثارها وسرقة زيتونها وحرقه وآثارها وقتل مكوناتها بأوامر قطرية وتركية بأدوات تحت سيطرتهم بدعموهم بالمال والسلاح للقيام بمخطط جهنمي شيطاني عليها لكنهم سيندمون ويرحلون مهما طال الزمن لأن سورية هي الله هي مهد الحضارات البشرية والدينية للمحبة والسلام والتسامح والإخاء