لبنان: هجمات على “اليونيفيل” وعقوبات أمريكية جديدة وسط احتقان انتخابي

تشهد الساحة اللبنانية خلال الساعات الأخيرة تحولات متسارعة تعكس مزيجا من التوتر الأمني، والضغوط الخارجية، والتفاعلات السياسية الداخلية، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن استقرار البلاد الهش.

شرخ متزايد بين السكان والقوات الدولية

في حادثة مقلقة تعرضت قوة من بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لهجوم من قبل مدنيين محليين في المنطقة الواقعة بين الجميجمة وخربة سلم جنوب البلاد، حيث هاجم السكان القوة التي دخلت أراضيه دون مرافقة من الجيش اللبناني، واستخدموا أدوات حادة وقضبانًا حديدية، مما ألحق أضرارا بمركبات القوة دون تسجيل إصابات بشرية.

القوة الأممية ردّت باستخدام وسائل غير فتاكة للدفاع عن النفس، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني لمرافقتها إلى قاعدتها، وفق ما أكده متحدث باسم الأمم المتحدة.

ويأتي هذا التصعيد بعد أيام فقط من حادثة إطلاق نار إسرائيلية قرب أحد مواقع “اليونيفيل”، مما يسلط الضوء على التوتر المتصاعد في منطقة تعتبر من أكثر المناطق حساسية في البلاد، ويرجّح أن يكون للاعتداء أبعاد تتعدى مجرد الاحتكاك المحلي، خصوصا في ظل النقمة الشعبية على بعض مهام البعثة.

عقوبات أمريكية تطال “حزب الله”: ضغوط مالية بأبعاد سياسية

في خطوة جديدة ضمن استراتيجيتها الإقليمية، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على عدد من الشخصيات المرتبطة بـ”حزب الله”، بينهم ممولون في لبنان وإيران، وتهدف هذه العقوبات إلى تجفيف مصادر التمويل التي تزعم واشنطن أنها تُستخدم لدعم أنشطة الحزب العسكرية والإيديولوجية.

وتأتي هذه العقوبات في توقيت بالغ الحساسية، خصوصًا في ظل تصاعد خطاب واشنطن ضد النفوذ الإيراني في المنطقة، ومن شأن آثار هذه الضغوط أن تتجاوز الحدود الاقتصادية إلى احتمالات إعادة تموضع داخلي.

الانتخابات البلدية تفرز عنفًا سياسيًا: توقيفات واسعة شمال البلاد

في سياق الانتخابات البلدية التي أجريت مؤخرا، نفذ الجيش اللبناني حملة توقيفات طالت 86 شخصًا في مناطق مختلفة من شمال البلاد وجبل لبنان. وجاءت هذه التحركات على خلفية أعمال عنف ترافقت مع صدور نتائج الانتخابات، شملت إطلاق نار في أكثر من منطقة.

الاحتكاكات تعكس هشاشة البيئة السياسية وتراجع الثقة في المؤسسات، وسط انقسامات اجتماعية حادة وتوترات مناطقية متصاعدة، مما يجعل أي استحقاق انتخابي مرشحًا للتحول إلى ساحة مواجهة بدلًا من كونه مناسبة ديمقراطية.

ثلاثية الخطر

تشير التطورات السابقة إلى ثلاثية خطر واضحة:

  • تآكل الثقة الشعبية بالقوات الدولية في الجنوب.
  • اشتداد قبضة الضغوط الدولية على الفاعلين السياسيين المحليين.
  • تحول المسار الانتخابي إلى بوابة للفوضى بدلًا من التغيير السلمي.

لبنان يقف على حافة مفترق طرق جديد، حيث تزدحم المؤشرات السلبية، بينما تبقى الحلول غائبة وسط انسداد سياسي مزمن، وغياب أي توافق داخلي أو مظلة خارجية جامعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *