​اشتباكات جرمانا: الفصائلية تتحدى تعهدات الحكومة السورية بالتوحيد​

تجددت الاشتباكات المسلحة في مدينة جرمانا بريف دمشق في 29 أبريل 2025، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 15 آخرين، بينهم عناصر من قوات الأمن، على خلفية انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد ﷺ، نُسب إلى أحد أبناء الطائفة الموحدين الدروز.

تأتي هذه الأحداث بعد شهرين فقط من اشتباكات مماثلة شهدتها المدينة في مارس 2025، حيث اندلعت مواجهات بين قوات الأمن ومسلحين محليين، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين.

تُسلط هذه التطورات الضوء على التحديات التي يفرضها شكل الدولة القائم اليوم والقائم أرث “هيئة تحرير الشام”، وعدم القدرة في السيطرة على الفصائل المسلحة الموالية لها، خاصة في المناطق ذات التركيبة السكانية المتنوعة مثل جرمانا، التي تضم خليطا من الدروز والمسيحيين، إلى جانب عائلات نازحة منذ اندلاع الحرب السورية في 2011.

ورغم إعلان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أمام مجلس الأمن الدولي، عن توحيد الفصائل المسلحة تحت إطار الجيش الوطني، وإنهاء حالة الفصائلية في البلاد، فإن الأحداث المتكررة في جرمانا تُبرز استمرار وجود فصائل مسلحة غير منضبطة، وتثير تساؤلات حول فعالية أي جهد حكومي في ضبط الأمن وتوحيد القوى المسلحة.

في ظل هذه التطورات، دعت المرجعية الدينية للدروز في جرمانا إلى التهدئة، محملة السلطات السورية المسؤولية الكاملة عن الهجوم المسلح على المدينة.

هذه الأحداث توضح أن التحديات الأمنية في سوريا مستمرة، وأن جهود توحيد الفصائل المسلحة هي حالة افتراضية، ما يستدعي مراجعة شاملة للسياسات الأمنية ولتحديد توجه واضح لتبيت شرعية الدولة وضمان خضوع جميع القوى المسلحة لسلطة الدولة المركزية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *